
يتغير العالم من حولنا بطريقة مدهشة في كل شيء، تزداد المعرفة لدينا بشدة
عن أي وقت مضي وبطريقة لا نستطيع فيها حصر كم المعرفة الذي ننتجه
حاليًا في القرن الحادي والعشرين الميلادي، وبعد أن أصبح عصرنا الآن
معروفا بعصر التكنولوجيا الرقمية؛ فلابد لنا أن نعلم أن القرن الحادي والعشرين
الميلادي أصبح بالضرورة عصر ابتكار وإبداع، وكنتيجة لذلك فأصبح من
الضروري أن يتغير التعليم وأساليبه لمواكبة هذا التغيير الجذري، وصار للمعلم
أن يحاول أن يضيف ويعدل على أساليبه وأدواته التعليمية ما هو جديد حتى
يصبح مواكبًا لتطورات العلم والتكنولوجيا في العالم الحالي.
هنا سنستعرض العديد من النقاط المهمة التي لابد للمعلم أن يعمل بها في
الوقت الحالي.
مضى زمن حفظ المعلومات
لابد أن يدرك المعلمون أن طريقة حفظ وتكديس وتكويم المعلومات في أذهان
طلابهم لا تناسب بكل تأكيد القرن الحالي، فإن ظل الوضع على ذلك
سيصبح الطلاب كمحركات البحث، وبالتأكيد لن يكونوا أفضل من محرك
البحث الخاص بجوجل، فلابد للمعلمين أن يدركوا أن حفظ المعلومات زمن
مضى، والآن أصبح الوضع قائمًا على تعليم الطلاب و تدريبهم على أساليب
البحث العلمي إلي جانب تحفيزهم وتشجعيهم على الإبداع والابتكار بقوة
حتي يشاركوا ويكونوا على صلة بتطورات العالم العلمية الحالية.
أصبح التغيير شيئًا أساسيًا يجب حدوثه
يخبرنا السير كين روبنسون وهو يعمل كمستشارا دوليا في مجال التعليم
أنه أصبح من الضروري تغيير الآلية التي يعمل بها التعليم بالشكل الحالي،
يري السير كين أن أولي التغييرات تبدأ بأن نغير طريقة تفكيرنا تجاه
وجهة نظرنا عن القدرات البشرية ومدي إمكانية البشر أن يقوموا به،
فما كان مستحيلًا بالماضي يصير اليوم بكل سهولة حقيقة مع الوقت،
وأصبحت القدرات البشرية أمامها المجال الواسع للإنجاز ولكن ليست على
طريقة القرون السابقة ولكن على طريقة عصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه.
بالتأكيد من الأشياء التي ستتغير مع الوقت والتي سيحدث فيها تطورات بصورة
كبيرة نظام القبول بالجامعات، وطريقة تنظيم الفصول الدراسية بالإضافة إلي
كيفية تقييم الطلاب ومدي التطوير الذي سيلحق بالمناهج الأكاديمية والذي
بدأت به دول كثيرة كفنلندا، هنا يجب على المعلم أن يدرك أن التغيير في
طريقته للتدريس أيضًا أصبح أمر واقع، واتباع الأساليب القديمة دون تطويرها
من خلال استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في التعليم سيصبح عائقًا أمام
الطلاب أن يندمجوا بصورة قوية مع العالم العلمي الحالي.
يجب أن يوسع المعلم من نطاق تعلمه وتطويره لذاته
يجب على المعلمين أن يبدأوا فى تطوير الشبكات التعليمية الخاصة بهم،
ويرتبط هذا المصطلح بالمعلمين والمربيين الذين يسعون دائمًا إلي تطوير
أنفسهم بتكوين علاقات مع معلميين آخرين واتباع الأساليب الجديدة في التعليم،
بالإضافة إلي استخدام مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها للتواصل مع معلميين
من دول أخرى للإستفادة من خبراتهم في التعليم، اتباع هذا النظام يجعل منه
معلمًا أفضل قادر على تقديم أفضل خدمة تعليمية لطلابه.
السماح للطلاب وتشجيعهم على التعلم الذاتي
يكمن الهدف الرئيسي من التعليم في المدارس في أن يخلق أجيالاً من الطلاب
والطالبات قادرين على أن ينتجوا أشياء جديدة لا أن يعيدوا ما تم إنجازه وتحقيقه
من قبل، يجب أن تخلق هذه المؤسسات التعليمية مبدعين ومبتكرين ومكتشفين
الذين بدورهم يتحققوا ولا يقبلوا ويسلموا بكل شىء يُقدم لهم ويبحثوا في صحة
ما يتناولونه من معلومات.
كن متقبلًا للخطأ
تعتبر هذه النقطة من أهم النقاط في العملية التعليمية، فأغلب المعلمين يظنون في
أنفسهم أنهم يعلومن جميع الأجوبة عن كل الأسئلة، وأنهم لا يقعون في الخطا
أبدًا ولا يسمحون أن يخبرهم طلابهم بأنهم أخطأ هنا في نقطة ما، فمن الطبيعي
ألا يعلم المعلم جميع الأجوبة وهذا لا يعيبه بكل تأكيد، وإن أخبره أحد الطلاب أنه
قد أخطأ هنا فعليه أن يتحقق من الأمر قبل أن يرد بإجابته على الطالب، هنا
أيضًا يجب التنويه أن يتم السماح للطلاب بالإجابة عن الأسئلة و تشجيعهم
على البحث والتنقيب بأنفسهم ولا يصبح المدرس هو المتحدث الوحيد للإجابة
عن كل الأسئلة المطروحة، ولكن عليه أن يعزز جانب المشاركة من الطلاب بكل
الوسائل الممكنة.
دمج التكنولوجيا أثناء التعليم أصبح أمرًا واجبًا
طبقًا لأحد الأبحاث التي أجريت، قال المعلمون الذين استخدموا الأدوات
التكنولوجية والإنترنت في العملية التعليمية كان له مردود إيجابي على الطلاب
تجاه التعليم والتعلم، فكان بنسبة 99% من المعلمين أن الإنترنت سمح للطلاب
بأن يصلوا إلي نطاق كبير من مصادر المعلومات التي قد تكون من الصعب
متوفرة في المدارس والمكتبات، وكان بنسبة 65% من المعلمين أن الإنترنت
جعل الطلاب يتملكوا مهارات البحث والتنقيب من خلال بحثهم عن المعلومات عليه.
ترى الدراسة أيضًا أن استخدام التطبيقات الهاتفية في التعليم سيكون أمرًا واعدًا
وله مستقبل مشرق، فقد يكون ذلك في صور عديدة ومختلفة من خلال دمج
التعليم مع التكنولوجيا في هذا المجال، فحين تم تطبيق هذه التجربة على بعض
الأطفال لمدة أسبوعين؛ فكانت النتيجة أن الأطفال كانوا بنسبة 31% أفضل من
ذي قبل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق