تتنوع شريحة المعلمين في المجتمع التعليمي ما بين مدرسين ذوي كفاءة عالية
وآخرين متوسطي الكفاءة، وهناك ما هو أقل من ذلك في كفاءته التعليمية،
فهناك من يطور من نفسه بصورة مستمرة ويحسّن من مهاراته وأساليبه
ليرفع من كفاءته التعليمية، ويصنع البيئة التعليمية المثالية لطلابه حتى يستطيعوا
أن يستفيدوا حق الإفادة من المحتوى التعليمي الذي يُدرّس لهم، وهناك من يكتفي
فقط بعرض وسرد المعلومة وتكليف الطلاب بالواجبات لتأديتها.
سنستعرض هنا عدد من الصفات التي إذا ما تواجدت في المعلم؛ ستجعل منه شخصًا
أفضل تجاه تأدية رسالته التعليمية.
- المعلم الحقيقي يحترم طلابه
دائمًا ما تجد المعلم الحقيقي يتيح الفرصة لطلابه بمشاركة أفكارهم والتعبير عن
آرائهم بحرية داخل بيئة محفزة على ذلك دون التعرض للتوبيخ أو العقاب،
لا يكتفي المعلم بذلك؛ لكنه أيضاً يحثهم على الاستماع لبعضهم البعض وتبادل
الاحترام لآرائهم المختلفة.
- المعلم الحقيقي يعظم روح الانتماء لدى الطلاب
داخل الفصل المدرسى، توجد قواعد وواجبات التي يجب أن تتم، يدرك الطلاب داخل
الفصل بأن لهم دور مهم في إنجاح هذه القواعد وإتمام هذه الواجبات وهذا يعظم
عندهم شعور الانتماء ومدى أهميتهم وأنهم بلا شك جزء لا يتجزأ من المجموعة
داخل الفصل، بالإضافة إلى أن ذلك يوصل رسالة لجميع الطلاب أنهم يمكنهم أن
يعتمدوا على زملائهم من خلال تعاونهم سويًا داخل الفصل ولا يقتصر الوضع أن
يعتمدوا في ما تؤول له بعض الأمور على معلمهم.
- المعلم الأفضل من يهتم لطلابه
إذا كنت تريد أن تصبح معلمًا أفضل؛ فيجب عليك أن تجعل الوصول عند الحاجة إليك
سهلاً لتصبح أن المعلم الذي يلجأ له الطلاب لعرض مشكلاتهم عليه، ليس فقط
مشكلاتهم؛ لكن أيضًا استشارته في العديد من الأمور الحياتية وإخباره ببعض
المواقف التي قد
تحدث معهم، فهو يجعلهم يتعاملون معه كأخ وصديق أكبر منهم سنًا، ويثقون به
وفيما يقدمه لهم من آراء وحلول، ويحبون كون معلمهم مهتم لحياتهم وأفكارهم ومشكلاتهم دائمًا.
- المعلم الأمثل يتوقع مستقبل جيد لطلابه
التوقعات التي يضعها المعلم لطلابه تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على
طلابه، فلذلك إذا كانت التوقعات على مستوى جيد فذلك سينعكس على الطلاب
بالتأكيد، وإن كانت التوقعات غير جيدة من المعلم فسينعكس ذلك أيضًا على
الطلاب بصورة سلبية، فلذلك يجب التنويه هنا أنه على قدر المتوقع الذي
يظنه المعلم من طلابه، سيجعل الطلاب يحاولون على هذا القدر المتوقع،
فعلى المعلم دائمًا أن يضع توقعات جيدة تجعل الطلاب يمتكلون الحافز
الجيد لتحقيقها.
- المعلم الحقيقي لديه الشغف للتعليم
ترى المعلم الحقيقي عاشقاً لمهنته، ويسعى من خلالها أن يلهم طلابه ويحفزهم
تجاه التعليم والتعلم، يحاول دائماً أن يصنع الأفضل من خلال استخدامه
لأدوات تكنولوجية جديدة تساعده في جعل توصيل المعرفة للطلاب أفضل،
ويتبنى أساليب جديدة تخلق بيئة أفضل من التعلم تجعل الطلاب لديهم الرغبة
في تلقي المعلومة، ولا يكتفى المعلم بذلك؛ لكنه دائمًا يحاول أن يشارك
زملائه من المعلمين بما يمتلكه من أدوات أفادته في التعليم أو استراتيجيات
تعليمية كان لها مردود إيجابي على الطلاب.
- المعلم الأفضل لابد أن يكون قائدًا حقيقيًا
تجعل مهارات القيادة المعلم يشارك طلابه آلية اتخاذ القرار، ويضع بين أيديهم
الوسائل والاستراتيجيات التي تمكنهم حقًا من اتخاذ القرارات، هذا يزيد من ثقة
الطلاب بذاتهم وينمي عندهم مهارات التفكير ومهارات العمل الجماعي والمشاركة
سويًا في التوصل إلي قرار في مسألة ما.
يستمر المعلم من خلال امتلاكه هذه المهارات أن يوفر لطلابه الفرص الجيدة
والمناسبة لهم التي من خلالها يستطيعون اكتساب هذه المهارات وتنميتها لديهم
من خلال تحملهم للمسئوليات.
- المعلم الأفضل من يتعاون مع زملائه لتطوير مهاراته
قد يظن بعض المعلمين أنه من خلال طلبهم المساعدة أو النصيحة من زملائهم
بأنهم هكذا أقل كفاءة، لكن الأمر على عكس ذلك تمامًا؛ فالمعلم الذي يريد أن
يطور من نفسه وأن يجعل من نفسه أفضل وأفضل تراه دائمًا ما يسعى لمشاورة
زملائه في العديد من الأمور للحصول على نتائج أفضل، فيستخدم هذه النصائح
والنقد البناء الذي يتلقاه في خدمة تطوير مهمته التعليمية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق